تعد الاسمدة عاملا رئيسيا في جودة النباتات وكمية المحاصيل، فهي ترفع خصوبة التربة، وتوفر العناصر الغذائية التي تحتاجها النباتات، ولكن العالم سيشهد ازمة خانقة في الاسمدة بسبب الحرب في أوكرانيا، واحتمال تأثر الصادرات الروسية منها، وبحسب منظمة الامم المتحدة للأغذية والزراعة الفاو، فان تراجع خصوبة التربة عامل اساسي في ركود ونقصان المحاصيل في العديد من دول العالم.

 

في بعض البلدان مثل جمهورية مصر العربية يتم زراعة قطعة الارض الواحدة أكثر من مرة في السنة، وبالتالي ليس هناك فقط موسم زراعي شتوي او موسم زراعي صيفي، انما ثلاثة او اربعة محاصيل في قطعة الارض الواحدة، مما ينهك الأرض.

 

تقسم الاسمدة الي اسمدة طبيعية واسمدة صناعية وكلتاهما توفر للنباتات العناصر الغذائية اللازمة لنموها مثل النيتروجين والفسفور والبوتاسيوم، السماد الطبيعي ويتكون من مواد عضوية طبيعية ويطلق النترات في التربة بشكل بطيء يعتمد على عمل البكتيريا بتفكيكها. اما الأسمدة الصناعية التي يشهد العالم عجزا في كمياتها منذ فترة بسبب ازمة الطاقة التي رافقت وباء كورونا، ستواجه تفاقما في أزمتها بسبب الحرب الراهنة على أوكرانيا، وقد يؤدي ذلك الى نقص المحاصيل بنسبه 50 في المئة بحسب شركات الأسمدة العالمية.

 اوروبا وحدها تستورد من روسيا 25 في المئة من العناصر الغذائية الخاصة بالتربة. كالنيتروجين والفوسفات والبوتاسيوم، ولهذا ستتأثر بشكل كبير.

 وبفضل الاسمدة يحصل نصف سكان العالم على الغذاء. وتعد روسيا أحد اهم مصدري الأسمدة الصناعية عالميا، فهي تنتج 50 مليون طن من الاسمدة كل عام وهو ما يعادل تقريبا 13% من الانتاج العالمي. كما انها مصدر الرئيسي للفوسفات وثاني أكبر مصدر للبوتاس اهم مكونات الأسمدة. وتعد البرازيل أكبر مستورد للأسمدة الروسية، التي تشكل خمس وارداتها من السماد بالمجمل، وفي وقت سابق قال الرئيس البرازيلي ان البرازيل تعتمد على الأسمدة، وأنها مسألة مقدسة بالنسبة للبلاد، في الوقت الذي تهاجم فيه روسيا اوكرانيا مدافعا عن قراره في الحفاظ على العلاقات مع موسكو، جميع المنتجات الزراعية تحتاج الى الأسمدة، واهمها القمح الذي ارتفعت اسعاره بنسبه 40% منذ الاسبوع الماضي، فكيف ستنعكس الازمة في اسواق السماد على المنطقة العربية. المنطقة العربية في أمس الحاجة لاستعمال الأسمدة الكيماوية بشكل كبير، وذلك لعدة عوامل منها الحاجة الماسة الى الغذاء بعد الزيادة السكانية المضطردة. بالإضافة الى تدهور الاراضي الزراعية بدرجه كبيرة. ويشارك في ذلك ايضا موضوع تغير المناخ.

اسعار الغذاء ارتفعت منذ بداية الحملة الروسية على اوكرانيا الى أكثر من 20% وفقا للفاو، ووسط استمرار الحرب تقدر الدراسات تزعزع الامن الغذائي في الكثير من بلدان العالم بشكل غير مسبوق.